fbpx
العقل اليافع
اول موقع متخصص في تقنيات وتمارين لتنمية العقل

تمرين التقبل – والفرق بينه وبين التأقلم

التقبل او التأقلم

 

لماذا نلجأ الى التقبل؟
بسبب وجود وضع لا يرضيني سواء مشاعر او اشخاص او ظروف او حتى سلوكيات،
وبالتفكير في الحل، اجد ان هناك خياران:
  1. رفض الوضع وكراهيته
  2. تقبله

 

الخدعة هنا انه في اغلب الاحيان ارى ان رفضي هو الخيار الصحيح وذلك للأسباب الآتية:

 

  • لا اريد الاستمرار في هذا الحال
  • شعوري بالضيق بسبب علاقة ما
  • وضعي المالي السئ
  • سلوكي الذي لا يعجبني

 

اذا لماذا اتقبله كنوع من الحل؟ بالعكس، يجب علي ان ارفضه حتى يكون لدي دافع الى تغييره اليس كذالك ؟!

 

ولكني بعد معاناه طويلة اكتشفت ان هذا الخيار متعب ويأتي بنتائج عكسية ولم يكن هو الحل كما اعتقدت.. للأسف!
وذلك بسبب ان الكون لا يسري بالاكراه ولا يستجيب بالشكل الصحيح لنوايا الضعف والكره والرفض،

 

فكل ظرف يحدث لي والحال الذي انا عليه الان هو اختياري واستحقاقي التام بناءاً على ما كسبت يدي
فعندما اكرهه او ارفضه اقوم بتوجيه هذا الرفض لنفسي ولقراراتي ولحكمة الله التي اجهلها

 

فيكون الرد الصحيح اني استمر في وضعي كما هو، ان لم يكن اسوأ.. الى ان افهم واعترف باني السبب!
( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ )
[سورة الزخرف 76]

 

سأظل في هذا الحال الى ان افهم ان الله لم يكتب الظلم على احد من عباده
( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ )
[سورة فصلت 46]

 

 

الحل هو ان يكون ايماني صادق من القلب وبأن ما امر به هو ( الخير / و مرحلتي / و استحقاقي / و اختياري )
عندها سوف أستطيع الدخول الى مرحلة اعلى ويكون اختياري هو التقبل، هو الخيار المريح لي الذي سيكون هو الاختيار الصحيح
( فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )
[سورة الأنبياء 87]

 

تقبلي هو تصديق واعتراف مني ان ما انا عليه الآن هو الأنسب حالياً بناءً على قراراتي واختياراتي
ولكن…
احياناً بعد اقراري بأني متقبل أجد اني ارتكبت خطأ جديد
وبدلاً من التقبل ادخل مرحلة اخرى تسمى ( التأقلم )

 

 

بالفعل رضيت بوضعي وفي نفس الوقت ارفضه.. هذا جيد ولكن لم اسعى لتغييره !
قمت بالاستمرار بتكرار نفس الاختيارات السابقة ونفس ردود الفعل ونفس الافكار والسلوكيات
الفرق الوحيد اني لم أرفضه حقاً وانما مستسلم لما انا عليه
كأنه امر واقع حتمي ونهائي!

 

 

رغبة التغيير يجب ان تستمر ولكني لا اشعر بوجودها.. الاعتراف انني السبب تم تشويهه بمفهوم آخر وهو انه ليس باليد حيلة لأن هذه ارادة الله وليس من حقي الرفض

 

هنا على الرغم ان الظاهر هو تسليم لإرادة الله ولكن في العمق هو استسلام وتهاون في تحمّل امانة وجودي على الارض كدار اختبار، واستسلام عن تزكية النفس وهو من اوامر الله تعالى

 

لذا، طالما قلت ( انا السبب ) وان الله لم يظلمني يجب علي الايمان ايضاً بأن ارادة الله هي الخير وان اختياراتي هي ما حددت ظروفي التي تحدث لكي تنبهني وتوجهني الى الطريق الصحيح ( اذا كنت منتبه حقاً )

 

فيكون التقبل بداية لتغيير السلوك والمعاملات مع الناس وتزكية النفس التي بسببها بإذن الله استحق الخير والفضل من الله عز وجل

 

سوف اعتبر ان المرحلة التي انا بها الان هي نقطة انطلاق للتصحيح والتوبة .. نقطة استغفار عن ذنوبي وضعفي
( فَمَن تَابَ مِنۢ بَعۡدِ ظُلۡمِهِۦ وَأَصۡلَحَ فَإِنَّ ٱللَّهَ یَتُوبُ عَلَیۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمٌ )
[سورة المائدة 39]

 

نقطة الانطلاق هذه مع التفكر اعرف منها حكمة الله في الامور فاشكره بأنه عدل وأنه اعطاني حق الاختيار في كل لحظة وأنه لن يحملني وزر اخطاء الماضي طالما تبت واعترفت بها وعملت عكسها.

 

 

التمرين:
من اليوم اي موقف يحدث او وضع غير مناسب لي اقوم بسؤال نفسي واكون صادق معها:
  • هل انا متقبل ام متأقلم ؟
  • ما ظني بالله ؟
  • ماذا سأفعل بعد تقبلي ؟

 

وتذكر ان خطواتك بعد المواقف هي ما تحدد اذا كنت تمشي في الاتجاه الصحيح ام لا

 

في امان الله.
اترك رد

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.